وتُعَد هذه الخلوة المحطة الرئيسية الأولى لوزارة الرياضة منذ الإعلان عن تشكيلها، وتهدف إلى تأكيد دور القطاع الرياضي ضمن أولويات رؤية القيادة الرشيدة للمرحلة المقبلة، وجمع صناع القرار في الجهات الرياضية وعدد من الرياضيين لتبادل الأفكار والخبرات، واستعراض فرص وتحديات الرياضة الإماراتية، إلى جانب بحث آليات ترسيخ الثقافة الرياضية لدى مختلف فئات المجتمع وتطوير عملية اكتشاف المواهب الرياضية عبر نشر ثقافة الاحتراف لدى المواهب الناشئة والرياضيين الشباب، وكيفية استثمار الرياضة كإحدى وسائل القوة الناعمة لدولة الإمارات لتعزيز سمعتها المرموقة عالمياً.
وفي كلمته الافتتاحية، قال معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الرياضة: " إن وجودنا اليوم في هذه الخلوة يمثل فرصة ذهبية تجتمع فيها أسرة الرياضة الإماراتية وشركاء القطاع الرياضي، للتفكير والتخطيط معاً لمستقبل رياضة الإمارات، والخروج بالعديد من التوصيات والمبادرات الجديدة والرائدة التي من شأنها تحقيق انطلاقة جديدة تدفع عجلة نمو قطاعنا الرياضي نحو مستقبل أكثر إشراقاً".
وأضاف معاليه: "تعد التوجيهات الحكومية بتشكيل وزارة الرياضة خير دليل على الإرادة الواضحة في إحداث نقلة نوعية شاملة في المنظومة الرياضية الوطنية، حيث تعكس تلك الخطوة المهمة مدى الالتزام الحكومي تجاه تطوير الرياضة، وتمكين الشباب الإماراتي الواعد من أجل تحقيق الريادة والتفوق الرياضي. ومن هنا تأتي أهمية الخلوة التي نجتمع فيها اليوم كأسرة واحدة لنرسم معاً معالم تلك المرحلة، مما يسهم في تحقيق الرؤى والتوجهات الحكومية للعقد القادم، ويحولها إلى واقع ملموس".
وأعرب معاليه عن فخره واعتزازه بحضور عدد من الأبطال الرياضيين المشاركين في دورتي الألعاب الأولمبية والبارالمبية باريس 2024 في الخلوة، حيث وجه رسالة تحفيزية لهم، قائلاً: "لقد كنتم رمزاً للتحدي والنجاح الرياضي، وقدمتم أمثلة حية للعزيمة والإصرار التي تتطلبها رياضتنا للمضي قدماً، ونحن نؤمن بأنكم - جنباً إلى جنب مع الأجيال الصاعدة والمواهب الرياضية الناشئة - تمثلون الأمل والرهان الحقيقي لمستقبل رياضتنا".
وشددت الخلوة على أهمية الاستمرار في تطوير برامج اكتشاف المواهب الرياضية، وفي مقدمتها بطولات الألعاب المدرسية والجامعية، لدورها المحوري في تحقيق تكامل المنظومة الرياضية، وتسهيل عملية اكتشاف وصنع المواهب الرياضية بالدولة من خلال توسيع قاعدة الممارسة الرياضية للطلبة والطالبات في المدارس والجامعات وتنمية ثقافة الاحتراف لديهم، وخلق جيل رياضي متمكن وقادر على تحقيق الإنجازات الرياضية للإمارات.
وأكد المجتمعون أهمية تضافر الجهود لتحقيق الطموحات الوطنية الرياضية، والتركيز على بحث آليات تحقيق الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للرياضة 2031 من خلال وضع المتبقي من مشاريعها وبرامجها قيد التنفيذ حسب الخطط الزمنية الموضوعة حتى عام 2031، بعد أن تم الانتهاء من تنفيذ كافة مشاريع المرحلة الأولى الـ8 ذات الأولوية القصوى بنسبة إنجاز بلغت حوالي 95% في أقل من عام.
ودعا معالي الدكتور الفلاسي جميع المشاركين إلى استثمار نقاشات الخلوة للخروج بتوصيات فعالة ومبادرات جديدة، تعمل إلى جانب المشاريع القائمة في الوقت الحالي على خلق الزخم اللازم لتحقيق مستهدفاتنا الوطنية الرياضية عبر زيادة نسبة ممارسة الرياضة بين أفراد المجتمع إلى 75% بحلول عام 2031، وزيادة عدد المتأهلين إلى الألعاب الأولمبية ليكونوا أكثر من 30 لاعباً بحلول أولمبياد بريسبان 2032، بالإضافة إلى تكثيف العمل لزيادة مساهمة الرياضة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لتصل إلى 0.5% في عام 2031، وذلك بما يتماشى مع رؤى وتوجهات القيادة الرشيدة.
وتضمن برنامج "خلوة مستقبل الرياضة" عقد سلسلة من جلسات العصف الذهني التي تناولت خمسة محاور رئيسية، وهي: الرياضة كقوة ناعمة، والرياضة الجامعية، والشباب والرياضة، وتعزيز الحركة الأولمبية، واكتشاف المواهب الرياضية، إلى جانب تكريم اللاعبات واللاعبين المشاركين في دورتي الألعاب الأولمبية والبارالمبية باريس 2024، لما قدموه من أداء مشرف خلال المحفل الأولمبي، ولدورهم المهم في تعزيز السمعة الإيجابية لدولة الإمارات التي تتمتع بها على الساحة الرياضية العالمية.
وخلصت "الخلوة" إلى مجموعة من التوصيات والإعلانات الهامة، وفي مقدمتها الإعلان عن إطلاق النسخة الأولى من الألعاب الجامعية في 3 رياضات وهي: كرة القدم، وكرة السلة، وكرة الطائرة وذلك بمشاركة 21 جامعة من مختلف إمارات الدولة، وهي المبادرة الأولى من نوعها على مستوى دولة الإمارات، وتهدف إلى تعزيز الرياضة الجامعية عبر منافسات رياضية قوية سنوية، تجذب اللاعبين الموهوبين رياضياً والمشجعين لرفد الرياضة الاحترافية بمواهب شابة من داخل الجامعات الإماراتية التي تحتضن كافة فئات الشباب من جميع أنحاء المنطقة.